نصائح تربوية للوالدين (2/3)
صفحة 1 من اصل 1
نصائح تربوية للوالدين (2/3)
سادساً: الفراغ والجده :
أيضاً مما أنبه إليه أيها الإخوة موضوع شغل الأوقات، نحن عندنا تقصير في شغل الأوقات كيف؟ بعض الآباء هداهم الله حريص على أبنائه - وكلنا حريصون على أولادنا – وليس الملاحظة لماذا هو حريص؟ لا، لكن من حرصه على أولاده يقول: لا تخرج عن البيت!! لا يا أخي لا بد أن تضع له في البيت ما يشغل وقته من اللهو المباح، القراءة، بل ما يمكن أيضاً أن تحبس الابن في البيت، ابحث له عن أصدقاء، (خذوها قاعدة: لا يمكن لأي واحد من أبنائكم إلا أن يكون له أصدقاء) فنصيحتي لك أن تختار له الأصدقاء أنت أو تساعده على اختيار أصدقائه أفضل من أن يختارهم هو أو هم يختارونه، ابحث له عن شباب صالحين في المدرسة عن بعض الشباب في المسجد، هؤلاء إذا ساعدته وشجعته تقول له: إذا مشيت مع هؤلاء أنا أساعدك وأعطيك وليكن بطريق هادئ وليس إجباراً لأن الإجبار لا ينفع، أسلوب الإجبار الذي يسلكه بعض الآباء بأن يأخذ ابنه ويقول: اذهب مع هذه المكتبة.. هذا لا ينفع!! يحتاج أسلوب الحوار والإقناع بل يا ليته بطريق الذكاء يجعل من يثق بهم يأتون إلى ابنه ويأخذونه بهدوء ويشجع ابنه يدعمه في هذا الأمر، هذا مطلب مهم جداً، هذه قضية، باقي ملحظ في هذا الجانب بعض الآباء أقول: أبناؤك يذهبون مع مَن؟ يقول: مع الأقارب، أحياناً واسمحوا لي – نحن نتكلم بصراحة – يفسد بعض الأقارب ما لا يفسده البعيد، ليس مجرد أنه من الأقارب كافياً أن يذهب معه ابنك، بل أحياناً أخطر، إذا كان من الأقارب وهو غير ملتزم، إذا كان فاسقاً فانتبه لأبنائك، ولذلك يجب أن تكون متيقظاً أو أحياناً يقول لك ابنك: هؤلاء من زملاء المدرسة، من هم زملاء المدرسة؟! الآن نشكو شكوى مرّة في واقع المدارس، مشكلات المدارس الآن مصيبة في كثير من المدارس، يشكو الآباء، يشكو المدرسون، يشكو المسؤولون في المعارف وفي غيرها في مشكلات كثير من الأبناء، مجرد أنه ذاهب في رحلة مع زملائه، مَن هم زملاؤه؟ أيضاً قد يقول: مع جيرانه!! مَن هم جيرانك؟! فيجب أن ننتبه لهذه القضية وأن نختار لأبنائنا الأصدقاء والرفقة وهم موجودون والحمد لله، المساجد والحلقات وفي المدارس، وبعض الأقارب، الخير موجود، لكن انتبه لأبنائك.
نقطة أخرى في هذا الموضوع وسأعرضها بسرعة أيها الإخوة: المال.. المال نحن بين إفراط وتفريط في موضوع المال.. أعطيكم قاعدة في المال: بالنسبة لأبنائك: (لا تفقره ولا تغنه) قاعدة في إعطاء المال للأولاد، لا تفقره: يعني لا تحوجه، إن أحوجته سيدبر نفسه بالحلال أو بالحرام، ولا تغنه:
إن الشباب والفراغ والجدة … مفسـدة للمــرء أي مفسدة
إذا أكثرت المال لابن تفسده، أعطه بمقدار، لا تجعله في موقع حرج أمام زملائه، بادره أنت، لا تحوجه أيضاً إلى أن يسألك، أنت اسأله قل: أنت محتاج يا ابني ثم أعطه، تفضل هذا مصروف المدرسة هذا المبلغ لكن أحب أنك تصرفه في مكانه، لا مانع تسأله أحياناً أو من بعد تراقبه أين يصرف المال، الشاهد: إياك.. إياك أن يخلو جيب ابنك من ريال، واحذر أن تملأ جيب ابنك؟ بعض الناس يصرف على أولاده من دون حساب، وهذا خطأ قد يفسد أبناءهم، يصلح بعض الأبناء لكن يفسد كثير كما هو مجرب ومشاهد، والحاجة أشد، فهذه قاعدة أرجو أن ننتبه لها بارك الله فيكم في موضوع المال والتوازن فيه.
سابعاً: الصبر:
أيضاً مما أشير إليه في هذا الجانب موضوع: التعامل مع الابن العاصي.
هذه أتمنى إن شاء الله أن أخصص لها محاضرة، في القرآن عجب والله، تعجبت من مواقف في القرآن ومنها أذكر لكم موقفين:
يأتيني بعض الآباء ويقول: أنا طردت ابني من البيت. لماذا؟ قال: يدخن. طيب.. إذا طردته من البيت سيترك التدخين، بعض الآباء يقول: أنا طردت ابني من البيت لأنه لا يصلي مع الجماعة، طيب: يصلي في البيت؟ قال: نعم، قلت: طيب عندما طردته من البيت سيسكن في المسجد؟ أين سيذهب؟
نوح عليه السلام ابنه كافر، كافر ومع ذلك يقول له: (وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا) (هود: من الآية42) ماذا قال له أبوه: (يَا بُنَيَّ) لاحظ اللطف في العبارة، ما قال: يا فاجر يا عاصي، يا كافر، (يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا) يدعوه دعوة للإسلام ويدعوه للركوب، ومع ذلك – وهذا الشاهد – لم يعاتبه الله لماذا قال لابنه (ارْكَبْ مَعَنَا) إنما عاتبه الله عندما قال: (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) (هود: من الآية45) قال الله: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) (هــود: من الآية46) هنا موقف العتاب لأنه كافر، أما قوله: (اركب) فلا – هذا شاهد – وتأملوه.
الثاني: وهو أعجب عندي (يعقوب عليه السلام) موقفين من أعجب ما رأيت في هذه المواقف، والقرآن هذا كتاب الله ما يتلى إلا للعمل ليس للتبرك، كيف؟ أحد أبنائه هو يوسف، أبناؤه ماذا فعلوا؟ خدعوا والدهم خدعة، مؤامرة، كما ذكر الله جل وعلا: (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) (يوسف: من الآية102) هم كانوا يتآمرون ويمكرون وهذا كلام القرآن ليس كلامي، ومع ذلك أخذوا أحب أبنائه إليه، بالمكر والخديعة، ثم ادّعوا أنه قتل وأفقدوه لما جاؤوا إليه ماذا فعل أبوهم؟ لم يقل لهم كلمة واحدة قال: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) (يوسف: من الآية18) ما قال: اخرجوا، اذهبوا، لا أرى وجوهكم (أبداً ولا كلمة)بل قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ما رأيكم؟ هل نقدر على هذا؟ أحياناً نطرد الابن لأنه أخذ مائة ريال أو خمسين ريالاً، أو تصرف في البيت خطأ يطرده الأب من البيت، وهذا أخذوا أحب أبنائه إليه وليس بعد أنهم أخذوه بالطريق الطبيعي، بل بالخدعة والمكر، ومع ذلك – هم بعد ذلك أصبحوا أنبياء – عليهم الصلاة والسلام، وعفا عنهم والدهم وعفا عنهم يوسف، لكني أذكر القصة قبل ذلك وهذا كما ذكره القرآن، ويأتي بعد ذلك في نظري أعجب ما هو؟ القصة الثانية لما ذهبوا أيضاً بـ(بنيامين) طبعاً هم لم يخطؤوا، لكن والدهم مقتنع أنهم الذين فعلوها كما فعلوا مع يوسف، هم الذين فعلوها، ومع ذلك هو يرى أنهم فعلوا هذا مع يوسف وفعلوها مع (بنيامين) ماذا قال؟ قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ماذا قال؟ هل قال: (عسى الله أن يأتيني بهما)؟ لا، قال: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً) (يوسف: من الآية83) يعني حتى الثالث الذي لم يستطع أن يأتي قارنه بيوسف وبنيامين، أنه يأتي معهم ولو كان أبوه يرى أنه مشارك معهم في المرة الأولى والثانية.
يا إخوان أين نحن؟ أين؟! والله عجب!! ما قال: عسى الله أن يأتيني (بهما) جميعاً ويسكت عن هؤلاء، لا.. قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) لن أقول لكم شيئاً مع أنكم أنتم الذين فعلتموها كما فعلتم المرة الأولى، وحتى الذي جلس ما جاء وهو شريك لكم في الأولى والثانية، عسى الله أن يأتيني به مع إخوانه.
ما أحوجنا إلى هذا الأسلوب في التعامل مع الأبناء ولو كان عاصياً، ثم يا أخي الكريم إذا أنت طردت ابنك الآن ماذا سيحدث؟ اسألوا الذين طردوا أبناءهم هل صلحوا؟ أكاد أجزم إن لم أقل كلهم أقول: أغلبهم ازدادوا فساداً وازدادوا انحرافاً، ما أحوجنا إلى نصح العاصي، تلطف به يا أخي الكريم - ما دام في داخل دائرة الإسلام – والحمد لله أبناؤنا مسلمون فالحمد لله، فانتبهوا لهذه المسألة.
ثامناً: الدعاء:
نقطة أخرى، احذروا، ثم احذروا من الدعاء على أولادكم وقد ثبت في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم فتوافقوا ساعة استجابة فيستجاب لكم" أو كما قال، بعض الآباء وأخص الأمهات على لسانها الدعوة على أولادها، الله يفعل بك الله … ، لا يا أختي الكريمة رفقاً.. رفقاً ادعي لهم، قبل أيام دخل معي أحد الإخوة وقال: أب كان يدعو على ولده فأصيب بحادث استجيبت دعوته وأصيب بشلل وكان مؤذياً في البيت حتى يقول لأبيه في البيت: أنا كافر رغم عن أنفك.. سبحان الله.
أنا شاهدت رجلاً جاراً لنا رحم الله الجميع، ابنه – الله يهديه – كان عاصياً فدعا عليه والده في آخر الليل فأصيب بحادث سيارة وأصيب بشلل فكان في داخل البيت مؤذياً أذى ما تتصورونه يا إخوان – رحم الله الجميع – وكان نهاية الأمر أن مات الولد احتراقاً أحرق نفسه والبيت، لا تستعجل يا أخي بالدعاء على ابنك، يا أختي: امرأة كان ابنها جالس تحت في البيت وكان عندهم في الشتاء نار، الولد بطبيعة الأطفال يحرك النار، قالت: اترك النار (عساك تعلق) فصعدت للدور الثاني فإذا الأولاد يصرخون أخوي طاح في النار وعلق، لحظات فاحترق الولد، أمه التي دعت عليه، بدل ما تعوّد لسانك أو الأم تعوّد لسانها: الله لا يصلحك.. احذف (لا).. احذف (لا).. الله يصلحك، الله يهديك، مختصر لك الكلام أولاً وتعوّد لسانك، والمسألة تعويد، فعوّدوا أنفسكم الدعاء لأولادكم بالصلاح والهداية، موضوع الدعاء عجيب، فيه رجل هنا قريب.. كان ابنه عاصياً وكان كلما جاءه خبر بدأ يدعو له.. يدعو له، توفي الأب والابن عاق وعاصٍ فالتزم الولد التزاماً عجيباً فجاء الولد وقال: لي أمنية في حياتي قال: ما هي؟ قال: أتمنى أن أبي يعلم أن الله قد استجاب دعوته بعد وفاته يقول: قلت له: بر بأبيك وأكثر من الدعاء له وسيصله بإذن الله، فلا تيأس يا أخي، يستجاب له ولد بعد وفاته، قبل يومين دخل معي أحد المشايخ هنا في هذه الغرفة وذكر لي أن رجلاً كان جميع أولاده صالحين يقول: فذهب إليه بعض طلاب العلم فقال: أنا جئت لزيارتكم لسبب واحد قال: نعم تفضل، قال: ما هو الأسلوب الذي كنت تربي به أولادك لأني وجدت أن جميع أبنائك صالحين، يقول: فابتسم قال: أتدري ما هو؟ قال: نعم، قال: ليس عندي إلا الدعاء فقط، كلما وقع شيء من الأولاد دعا فلذلك الدعاء أمره عظيم، لا تيأس، لا تيأسن لا تستعجل يستجاب للمرء ما لم يستعجل، إذن أيها الإخوة كيف يستعجل؟ يقول: دعوت ثم دعوت ولم يستجب لي!! قد يستجاب لك حتى ولو بعد حين، حتى هذا الرجل الذي مات وابنه على حاله استجاب الله له وصلح الابن بعد وفاة أبيه، وأصبح أفضل أولاد أبيه براً به حتى بعد وفاته، ووالله إنك لتحتاج إلى ابنك – أسأل الله أن يثبتني وإياكم – تحتاج له بعد وفاتك أكثر من حاجتك في الحياة، في الحياة تمشي أمورك بنفسك أو أولادك أو جيرانك أو أي جهة لكن في قبرك.. "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: عمل صالح (يعني وقف…) أوعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" قال: ولد صالح ولم يقل: ولد يدعو له لأن غير الصالح لا يدعو، وإذا دعا لا يستجاب له – والعياذ بالله – إلا أن يشاء الله، فقال: ولد صالح لأن الولد الصالح هو الذي يدعو وهو الذي يستجاب له فما يدريك، أكثروا من الدعاء لأبنائكم.
تاسعاً: الاستغفار:
أقول لكم بهذه المناسبة: إذا حزبكم أمر فافعلوا كما يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، والله جل وعلا يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153) ويقول: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة:45) فقرنها بالصبر فإذا حزبك أمر، ضاق عليك أمر، أعظم ما يصيب الواحد منا من ابنه أو من أبيه أو من الزوجة أو الزوج فليفزع إلى الصلاة، حدثتكم عن الاستغفار وأثره، جاءتني رسالة من إحدى الأخوات اليوم تقول: جربت الاستغفار تقول: أثره عظيم جداً في حل المشكلات، الاستغفار يا إخوان ذكره الله في القرآن في عشرات المواضع، ومن أعجب ما ورد في قصة هود عليه السلام: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) (هود: من الآية52) قال العلماء: إن الاستغفار ينفع في كل شيء حتى في هذه الآية أنه يزيد الجماع (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) قالوا: حتى في الجماع، فالاستغفار عجيب.. عجيب.. عجيب، ولذلك ما من نبي إلا ودعا قومه إلى الاستغفار، وذكرت لكم أكثر من مرة قصصاً عجيبة في موضوع الاستغفار وآخر رسالة جاءتني اليوم عن إحدى الأخوات تقول: نعم أنا أتعامل مع الاستغفار فوجدت له عجباً.. لكن الاستغفار من قلب، من صدق، الالتجاء إلى الله، ابكِ بين يدي الله، قم صل، ادع الله جل وعلا، استغفر، تُب، وستجد أثر ذلك في أولادك، ثم - أيها الإخوة – الصلاح، الصلاح، الصلاح، ويكفينا قوله تعالى: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) (الكهف: من الآية82) أثر الصلاح، قال بعض المفسرين (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) قالوا: جدهم السابع، وقيل: لا – وهو الأقرب – إنه والدهم، صلاح الأب يا إخوان يدرك الأبناء، أنا عاصرت رجلين – أحدهما موجود وأحدهما توفي – وكلهم من عائلة واحدة، واحد له ثمانية أبناء كلهم خريجوا كلية الشريعة وكلهم من طلاب العلم وهم من المشايخ، والثاني توفي، أولاده سبعة كلهم من كبار المشايخ منهم الآن من هو من مشاهير المشايخ، والبقية في الطريق، وكلهم في طريقهم لأخذ رسالة الدكتوراه في الشريعة أو في السنة أو في غيره، كل أولاده لماذا؟ لما أعرفه من صلاح هؤلاء، وكان أبوهما صالحاً، صلاح الأب، صلاح الأم يدرك الأولاد فإذا أردتم – وكلنا نريد تربية أبنائنا – فلنبدأ بأنفسنا فهو عاصم بإذن الله في هذا الأمر.
عاشراً: الاستشارة:
مما أشير إليه إشارة سريعة نقطتين فقط:
1- هل جربتم كتابة الرسائل لأبنائكم وبناتكم؟ كل واحد أيها الآباء عنده ابنه هل جربت كتابة رسالة لابنك هادئة، تكتبها بدون انفعال، تخاطبه بأسلوب مناسب، جربوا هذا وسترون.
هل جربت الأم الكتابة لأبنائها ولبناتها؟ هل جرب الرجل الكتابة لزوجته؟ هل جربت الزوجة الكتابة لزوجها؟ أسلوب رائع جداً إذا وفق الإنسان لأسلوب الكتابة.
2- النقطة الثانية قضية الاستشارة وعدم الاستعجال، لا تستعجل يا أخي باتخاذ عقاب على ابنك مهما كان حتى مهما أخطأ، أنصح بالاستشارة والاستخارة، تشاور مع زوجتك مع أولادك، مع بعض زملائك، مع بعض المجربين، يقول أحد الإخوة: إن ابنه ارتكب خطأً كبيراً جداً يقول: فعزمت وأصدرت قراراً بطرده من البيت لكن يقول: لأني ألزمت نفسي بالاستشارة لم أنفذ القرار فذهبت أستشير أشخاصاً أثق فيهم ولهم تجربة، يقول: فنصحوني ألا أفعل، يقول: مر على هذا سنوات معدودة كما حدثني، في ذلك الوقت كان الابن عاطلاً عن العمل وكانت له مشكلات، يقول: الابن الآن ما شاء الله مستقيم، يصلي الليل وفي عمل من أفضل الأعمال، يقول: دائماً أتذكر كيف لو أمضيت قراري وطردت ابني، هل سيكون وضعه أحسن، فيا إخوتي الكرام استشيروا، اصبروا، ألجموا أنفسكم، ألجموا غضبكم، استشيروا، استشر زوجتك، استشر إخوانك، استشر إخوانه إذا كانوا كباراً، استشر بعض الأقارب، استشر بعض أصدقائه، بعض أصدقائه قد يحل المشكلة أكثر مما تحل أنت، دخل بعض أصدقائه في الموضوع.
الحادي عشر: العناية بالابن الأول:
وبالمناسبة وهي النقطة الأخيرة في هذا الموضوع "اعتنوا بالابن الأول عناية خاصة" ما أقول اعتنوا به فضلوه على إخوانه، لا.. لا أقول أحبوه ما لا تحبون إخوانه، لا، لكن أقول: اعتنوا بتربيته، إذا صلح الابن الأول يحمل عن أبيه هم لا يعلمه إلا الله، يحمل البيت عن أبيه، ويرى هذا عاجلاً غير آجل فأعطوا الابن الأول – خاصة أنه الأول ما فيه أحد ينافسه – ولا تزالون في بداية الطريق، الحمل خفيف، فلتعنى الأم والأب بالأول – لا أقول بالدلال – لأن مما يفسد الأولاد بالمناسبة الدلال الزائد، كثير من الآباء يفسد ابنه بالدلال وأخص الأمهات تفسد ابنها بالدلال، لا، التربية غير الدلال، إشعاره بأنه رجل بأنه الأول، يا ابني أكثر ما ينطق اسمك أكثر مما ينطق اسمي أنا، أكثرنا الآن ينطق اسم ابنه أكثر مما ينطق اسمه هو!! كيف؟ اسمك: إبراهيم واسم ابنك: عبد الله، أكثر ما يقول الناس لك: يا أبا عبد الله، إذن ابنك هو الذي ينطق ما هو أنت؟! قليل من الناس يقول: يا إبراهيم، قليل من الناس يقول: يا علي، (يا أبا فلان) إذن قل: يا ابني أنت ينطق اسمك أكثر مما ينطق اسمي فإذن أنا وإياك شيء واحد، إياك أن تقع به،رَبِّه هذه التربية بهدوء، دعه يخرج رجلاً من صغره، قدمه في المجالس، أشعره بالمسؤولية، حمله المسؤولية، عودوا أولادكم على تحمل المسؤولية، وزع المسؤوليات عليهم في البيت كل حدود طاقته، لا تجعل الأبناء يتكلون عليك دائماً كأنك خادم في البيت، أو الأم خادمة، هل أنتم الآن توزعون المسؤوليات في بيوتكم، هل كل واحد من أبنائكم يعرف مسؤوليته في البيت، الابن الكبير له مسؤولية والثاني له مسؤولية والثالث له مسؤولية، والبنت لها مسؤولية، نحن اعتمدنا على السائقين والخدم، أصبح مع كل أسف الآن عناية الخادم، السائق والخدم في البيت أكثر من عناية الأم والأب والأبناء يقومون من الطعام ما يرفعون الإناء، بل لا يرفع كأس الزجاج قد يضربه أحد الأولاد ويخبطه، نحن أفسدنا تربية أبنائنا، أحياناً في أسلوبنا في التربية، حملوهم المسؤولية وأول من تحمل المسؤولية الأول واجعل له قيمة أمام إخوانه، احترام وتقدير، وقل لهم: الكبير لا أقصد الأول فقط – قل: لو واحد بينه والآخر فرق سنة أو تسعة أشهر فله حق ما للآخر، قل: لا أسمح لأي واحد يتعدى على أي واحد من إخوانه الكبار ولا أسمح للكبار أن يتعدوا على الصغار (بل يرحمونهم) اعمل هذه التربية وركّز على الأول فستجد عجباً، ستجد أثراً عظيماً.
أيها الأحبة طال بنا الوقت وحديثنا ذو شجون والحديث معكم في هذا الموضوع له آثار وأبعاد، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح أبناءنا وأبناءكم وكما قلت إن شاء الله بعد الغد سأخصص حديثاً عن موضوع البنات وتربية البنات أسأل الله أن يبارك فيكم وفي أولادكم وأن يقر أعينكم بهم، وبالمناسبة تريد صلاح أبنائك؟ نعم! أكثر من الدعاء بصلاح أبناء الآخرين، إذا أكثرت من الدعاء بصلاح أبناء الآخرين فيه مَلَك على رأسك يقول: ولك بمثله، يكون سبباً لصلاح أولادك، فأنت تكسب أجرين صلاح أولاد الآخرين وصلاح أولادك، لأن دعوتك لأولاد الآخرين أحياناً أكثر إخلاصاً من دعوتك لأبنائك، فادع لأبناء الآخرين إخوانكم أبنائكم، جيرانكم، زملائكم، إذا دعوت لأبنائك حتى لعل الله أن يتقبل دعوتك، ادع لآخرين وخاصة من تعرف أن أبناءه عاقين، أو من تعرف أنه يعاني من أبنائه فألح على الله أن يستجيب له، يا أخي دعوة واحدة تسعد بها في الدنيا والآخرة.
الثاني عشر: تربية البنات:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد أيها الإخوة السلام عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة أتحدث في حلقة من حلقات التربية عن موضوع تربية البنات وسيكون لقاء الغد بإذن الله ذا شقين، شقاً يتعلق بإكمال هذا الموضوع وختامه، وشقاً ثانياً يتعلق بختام رمضان أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.
موضوع أيها الإخوة تربية البنات موضوع شائق وشائك وطويل وله تفصيلات ولكن سأحاول على حسب المنهج الذي سلكته معكم في الليالي الماضية أن أركز على النقاط الرئيسة وأدع التفصيلات لمجال آخر لا يتسع لها المقام الآن، ومن أسباب تخصيصي لهذا الحديث أيها الإخوة أنني لاحظت أن الآباء يكثر تساؤلهم عن تربية أبنائهم الذكور وقل أن يسألوا عن تربية البنات ووجدت أيضاً أن كثيراً من الآباء يسند كثير من الآباء تربية البنات للأم مطلقاً وهذا في الحقيقة فيه تقصير لا شك أن الأم مسئولة مسئولية كبرى عن الأبناء والبنات وعن البنات بصفة أخص لكن الأب أيضاً مسئول حتى إن بعض الآباء في بعض البيوت لا علاقة له بالبنت إلا من ناحية الأكل والشرب والدراسة وإذا كان لها قضية أو معاملة أما قضايا التربية والتعليم وتفقد حالها وشؤونها نجد فيه تقصير كبير جداً في هذا المجال، لذلك حاولت أن أخصص هذه الحلقة لهذا الجانب أضع النقاط على بعض الحروف وسأحاول وأجتهد وأسأل الله التوفيق وأكون صريحاً معكم في هذه النقاط كما هو المنهج في الماضي. المدخل لهذه القضية أيها الإخوة أن البنت إذا صلحت فلا شك أن أمرها عظيم.
الأم مدرسة إذا أعددتها******أعددت شعباً طيب الأعراق
فالبنت إذا أصلحناها وبذلنا الجهد في إصلاحها فإنك تصلح جيلاً، أذكر دولة عربية حكمت بحزب البعث فقتل الدعاة إلى الله جل وعلا وسجنوا وأوذوا، كانت الدعوة في تلك البلاد وقد زرتها قبل نكبتها كانت مزدهرة بالدعوة إلى الله في صفوف الرجال والنساء وفي المساجد عندما ضربت الدعوة دخل الرجال في السجون وبعضهم إلى الآن له قرابة عشرين سنة أو أكثر من عشرين سنة لا يعلم إلى الآن هل هو حي أم ميت، وشرد أهلها وخرج كثير من رجالها، سبحان الله جاءت النهضة والدعوة والإصلاح عن طريق النساء حتى إنني أعرف أن أحد كبار رجال البعث ابنته من أكبر الداعيات والمصلحات فصلاح المرء له أثر عظيم بل هنا في منطقتنا وإن كان والحمد لله الصلاح يعم الجميع لكن أعرف بيوتاً وخاصة من كبار البيوت كان سبب الصلاح عن طريق البنات وعن طريق الزوجات فمن هنا كانت أهمية العناية بهذا الجانب وإصلاح البنات وفي المقابل أيضاً في صفحة أخرى من باب الصراحة يجب أن أكشفها لكم أقوم بزيارة الهيئات بين فترة وأخرى وأذهل عندما أرى وأسمع بعض القصص التي يندى لها الجبين وجاءني عدد من الآباء أيها الأحبة أقول لكم في هذه الليلة المباركة يجلسون معي وتجده رجلاً صالحاً خيراً يبكي والله يا إخوان يبكي لأنه فوجئ بأحوال داخل بيته أو ابنته لم يعلم بها وفي الهيئات يقولون يأتي الأب ونتصل به ونشرح له قضية ابنته فيقول غير صحيح أنا لا أصدق أبداً ثم نقول ما تصدق انتظر فنجعله يستمع لابنته من وراء حجاب فيذهل لما يسمع. ما السر في ذلك؟ هم صالحون طيبون أخيار، غفلة وحقيقة ثقة في غير موضعها. إذن هناك جانبان مهمان جعلاني أتحدث عن هذا الموضوع خاصة هذه الأيام كثر البلاء وبسبب روافد لا تخفى عليكم سيأتي الحديث عنها بإذن الله حتى إنه معروف أن الشباب هداهم الله هم الذين يتابعون البنات الآن مع كل أسف ظاهرة ليست حالات فردية، البنات يتابعن الأولاد! ويتصلن بالأولاد ويكتبن رسائل للأولاد فمن هنا يجب أن نقف وقفة يسيرة تناسب المقام إذ لا أستطيع أن أفي المقام حقه بهذه الدقائق نتناقش ويصلح بعضنا بعضاً أيها الإخوة ونتعاون من أجل تربية أبنائنا وبناتنا وبخاصة في الماضي كانت البنت في البيت أحياناً من أن تولد حتى تتزوج وهي تحت رعاية أمها وأبيها حتى لو ذهبوا للزيارة تكون الأم معها، اليوم عند المدرسة، الجامعة، كم تخرج اليوم البنت في السنة من مرة؟ الله تعالى يقول لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات المحصنات العفيفات: (وقرن في بيوتكن) وهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).
حملة السكينة
أيضاً مما أنبه إليه أيها الإخوة موضوع شغل الأوقات، نحن عندنا تقصير في شغل الأوقات كيف؟ بعض الآباء هداهم الله حريص على أبنائه - وكلنا حريصون على أولادنا – وليس الملاحظة لماذا هو حريص؟ لا، لكن من حرصه على أولاده يقول: لا تخرج عن البيت!! لا يا أخي لا بد أن تضع له في البيت ما يشغل وقته من اللهو المباح، القراءة، بل ما يمكن أيضاً أن تحبس الابن في البيت، ابحث له عن أصدقاء، (خذوها قاعدة: لا يمكن لأي واحد من أبنائكم إلا أن يكون له أصدقاء) فنصيحتي لك أن تختار له الأصدقاء أنت أو تساعده على اختيار أصدقائه أفضل من أن يختارهم هو أو هم يختارونه، ابحث له عن شباب صالحين في المدرسة عن بعض الشباب في المسجد، هؤلاء إذا ساعدته وشجعته تقول له: إذا مشيت مع هؤلاء أنا أساعدك وأعطيك وليكن بطريق هادئ وليس إجباراً لأن الإجبار لا ينفع، أسلوب الإجبار الذي يسلكه بعض الآباء بأن يأخذ ابنه ويقول: اذهب مع هذه المكتبة.. هذا لا ينفع!! يحتاج أسلوب الحوار والإقناع بل يا ليته بطريق الذكاء يجعل من يثق بهم يأتون إلى ابنه ويأخذونه بهدوء ويشجع ابنه يدعمه في هذا الأمر، هذا مطلب مهم جداً، هذه قضية، باقي ملحظ في هذا الجانب بعض الآباء أقول: أبناؤك يذهبون مع مَن؟ يقول: مع الأقارب، أحياناً واسمحوا لي – نحن نتكلم بصراحة – يفسد بعض الأقارب ما لا يفسده البعيد، ليس مجرد أنه من الأقارب كافياً أن يذهب معه ابنك، بل أحياناً أخطر، إذا كان من الأقارب وهو غير ملتزم، إذا كان فاسقاً فانتبه لأبنائك، ولذلك يجب أن تكون متيقظاً أو أحياناً يقول لك ابنك: هؤلاء من زملاء المدرسة، من هم زملاء المدرسة؟! الآن نشكو شكوى مرّة في واقع المدارس، مشكلات المدارس الآن مصيبة في كثير من المدارس، يشكو الآباء، يشكو المدرسون، يشكو المسؤولون في المعارف وفي غيرها في مشكلات كثير من الأبناء، مجرد أنه ذاهب في رحلة مع زملائه، مَن هم زملاؤه؟ أيضاً قد يقول: مع جيرانه!! مَن هم جيرانك؟! فيجب أن ننتبه لهذه القضية وأن نختار لأبنائنا الأصدقاء والرفقة وهم موجودون والحمد لله، المساجد والحلقات وفي المدارس، وبعض الأقارب، الخير موجود، لكن انتبه لأبنائك.
نقطة أخرى في هذا الموضوع وسأعرضها بسرعة أيها الإخوة: المال.. المال نحن بين إفراط وتفريط في موضوع المال.. أعطيكم قاعدة في المال: بالنسبة لأبنائك: (لا تفقره ولا تغنه) قاعدة في إعطاء المال للأولاد، لا تفقره: يعني لا تحوجه، إن أحوجته سيدبر نفسه بالحلال أو بالحرام، ولا تغنه:
إن الشباب والفراغ والجدة … مفسـدة للمــرء أي مفسدة
إذا أكثرت المال لابن تفسده، أعطه بمقدار، لا تجعله في موقع حرج أمام زملائه، بادره أنت، لا تحوجه أيضاً إلى أن يسألك، أنت اسأله قل: أنت محتاج يا ابني ثم أعطه، تفضل هذا مصروف المدرسة هذا المبلغ لكن أحب أنك تصرفه في مكانه، لا مانع تسأله أحياناً أو من بعد تراقبه أين يصرف المال، الشاهد: إياك.. إياك أن يخلو جيب ابنك من ريال، واحذر أن تملأ جيب ابنك؟ بعض الناس يصرف على أولاده من دون حساب، وهذا خطأ قد يفسد أبناءهم، يصلح بعض الأبناء لكن يفسد كثير كما هو مجرب ومشاهد، والحاجة أشد، فهذه قاعدة أرجو أن ننتبه لها بارك الله فيكم في موضوع المال والتوازن فيه.
سابعاً: الصبر:
أيضاً مما أشير إليه في هذا الجانب موضوع: التعامل مع الابن العاصي.
هذه أتمنى إن شاء الله أن أخصص لها محاضرة، في القرآن عجب والله، تعجبت من مواقف في القرآن ومنها أذكر لكم موقفين:
يأتيني بعض الآباء ويقول: أنا طردت ابني من البيت. لماذا؟ قال: يدخن. طيب.. إذا طردته من البيت سيترك التدخين، بعض الآباء يقول: أنا طردت ابني من البيت لأنه لا يصلي مع الجماعة، طيب: يصلي في البيت؟ قال: نعم، قلت: طيب عندما طردته من البيت سيسكن في المسجد؟ أين سيذهب؟
نوح عليه السلام ابنه كافر، كافر ومع ذلك يقول له: (وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا) (هود: من الآية42) ماذا قال له أبوه: (يَا بُنَيَّ) لاحظ اللطف في العبارة، ما قال: يا فاجر يا عاصي، يا كافر، (يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا) يدعوه دعوة للإسلام ويدعوه للركوب، ومع ذلك – وهذا الشاهد – لم يعاتبه الله لماذا قال لابنه (ارْكَبْ مَعَنَا) إنما عاتبه الله عندما قال: (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) (هود: من الآية45) قال الله: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) (هــود: من الآية46) هنا موقف العتاب لأنه كافر، أما قوله: (اركب) فلا – هذا شاهد – وتأملوه.
الثاني: وهو أعجب عندي (يعقوب عليه السلام) موقفين من أعجب ما رأيت في هذه المواقف، والقرآن هذا كتاب الله ما يتلى إلا للعمل ليس للتبرك، كيف؟ أحد أبنائه هو يوسف، أبناؤه ماذا فعلوا؟ خدعوا والدهم خدعة، مؤامرة، كما ذكر الله جل وعلا: (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) (يوسف: من الآية102) هم كانوا يتآمرون ويمكرون وهذا كلام القرآن ليس كلامي، ومع ذلك أخذوا أحب أبنائه إليه، بالمكر والخديعة، ثم ادّعوا أنه قتل وأفقدوه لما جاؤوا إليه ماذا فعل أبوهم؟ لم يقل لهم كلمة واحدة قال: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) (يوسف: من الآية18) ما قال: اخرجوا، اذهبوا، لا أرى وجوهكم (أبداً ولا كلمة)بل قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ما رأيكم؟ هل نقدر على هذا؟ أحياناً نطرد الابن لأنه أخذ مائة ريال أو خمسين ريالاً، أو تصرف في البيت خطأ يطرده الأب من البيت، وهذا أخذوا أحب أبنائه إليه وليس بعد أنهم أخذوه بالطريق الطبيعي، بل بالخدعة والمكر، ومع ذلك – هم بعد ذلك أصبحوا أنبياء – عليهم الصلاة والسلام، وعفا عنهم والدهم وعفا عنهم يوسف، لكني أذكر القصة قبل ذلك وهذا كما ذكره القرآن، ويأتي بعد ذلك في نظري أعجب ما هو؟ القصة الثانية لما ذهبوا أيضاً بـ(بنيامين) طبعاً هم لم يخطؤوا، لكن والدهم مقتنع أنهم الذين فعلوها كما فعلوا مع يوسف، هم الذين فعلوها، ومع ذلك هو يرى أنهم فعلوا هذا مع يوسف وفعلوها مع (بنيامين) ماذا قال؟ قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ماذا قال؟ هل قال: (عسى الله أن يأتيني بهما)؟ لا، قال: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً) (يوسف: من الآية83) يعني حتى الثالث الذي لم يستطع أن يأتي قارنه بيوسف وبنيامين، أنه يأتي معهم ولو كان أبوه يرى أنه مشارك معهم في المرة الأولى والثانية.
يا إخوان أين نحن؟ أين؟! والله عجب!! ما قال: عسى الله أن يأتيني (بهما) جميعاً ويسكت عن هؤلاء، لا.. قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) لن أقول لكم شيئاً مع أنكم أنتم الذين فعلتموها كما فعلتم المرة الأولى، وحتى الذي جلس ما جاء وهو شريك لكم في الأولى والثانية، عسى الله أن يأتيني به مع إخوانه.
ما أحوجنا إلى هذا الأسلوب في التعامل مع الأبناء ولو كان عاصياً، ثم يا أخي الكريم إذا أنت طردت ابنك الآن ماذا سيحدث؟ اسألوا الذين طردوا أبناءهم هل صلحوا؟ أكاد أجزم إن لم أقل كلهم أقول: أغلبهم ازدادوا فساداً وازدادوا انحرافاً، ما أحوجنا إلى نصح العاصي، تلطف به يا أخي الكريم - ما دام في داخل دائرة الإسلام – والحمد لله أبناؤنا مسلمون فالحمد لله، فانتبهوا لهذه المسألة.
ثامناً: الدعاء:
نقطة أخرى، احذروا، ثم احذروا من الدعاء على أولادكم وقد ثبت في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم فتوافقوا ساعة استجابة فيستجاب لكم" أو كما قال، بعض الآباء وأخص الأمهات على لسانها الدعوة على أولادها، الله يفعل بك الله … ، لا يا أختي الكريمة رفقاً.. رفقاً ادعي لهم، قبل أيام دخل معي أحد الإخوة وقال: أب كان يدعو على ولده فأصيب بحادث استجيبت دعوته وأصيب بشلل وكان مؤذياً في البيت حتى يقول لأبيه في البيت: أنا كافر رغم عن أنفك.. سبحان الله.
أنا شاهدت رجلاً جاراً لنا رحم الله الجميع، ابنه – الله يهديه – كان عاصياً فدعا عليه والده في آخر الليل فأصيب بحادث سيارة وأصيب بشلل فكان في داخل البيت مؤذياً أذى ما تتصورونه يا إخوان – رحم الله الجميع – وكان نهاية الأمر أن مات الولد احتراقاً أحرق نفسه والبيت، لا تستعجل يا أخي بالدعاء على ابنك، يا أختي: امرأة كان ابنها جالس تحت في البيت وكان عندهم في الشتاء نار، الولد بطبيعة الأطفال يحرك النار، قالت: اترك النار (عساك تعلق) فصعدت للدور الثاني فإذا الأولاد يصرخون أخوي طاح في النار وعلق، لحظات فاحترق الولد، أمه التي دعت عليه، بدل ما تعوّد لسانك أو الأم تعوّد لسانها: الله لا يصلحك.. احذف (لا).. احذف (لا).. الله يصلحك، الله يهديك، مختصر لك الكلام أولاً وتعوّد لسانك، والمسألة تعويد، فعوّدوا أنفسكم الدعاء لأولادكم بالصلاح والهداية، موضوع الدعاء عجيب، فيه رجل هنا قريب.. كان ابنه عاصياً وكان كلما جاءه خبر بدأ يدعو له.. يدعو له، توفي الأب والابن عاق وعاصٍ فالتزم الولد التزاماً عجيباً فجاء الولد وقال: لي أمنية في حياتي قال: ما هي؟ قال: أتمنى أن أبي يعلم أن الله قد استجاب دعوته بعد وفاته يقول: قلت له: بر بأبيك وأكثر من الدعاء له وسيصله بإذن الله، فلا تيأس يا أخي، يستجاب له ولد بعد وفاته، قبل يومين دخل معي أحد المشايخ هنا في هذه الغرفة وذكر لي أن رجلاً كان جميع أولاده صالحين يقول: فذهب إليه بعض طلاب العلم فقال: أنا جئت لزيارتكم لسبب واحد قال: نعم تفضل، قال: ما هو الأسلوب الذي كنت تربي به أولادك لأني وجدت أن جميع أبنائك صالحين، يقول: فابتسم قال: أتدري ما هو؟ قال: نعم، قال: ليس عندي إلا الدعاء فقط، كلما وقع شيء من الأولاد دعا فلذلك الدعاء أمره عظيم، لا تيأس، لا تيأسن لا تستعجل يستجاب للمرء ما لم يستعجل، إذن أيها الإخوة كيف يستعجل؟ يقول: دعوت ثم دعوت ولم يستجب لي!! قد يستجاب لك حتى ولو بعد حين، حتى هذا الرجل الذي مات وابنه على حاله استجاب الله له وصلح الابن بعد وفاة أبيه، وأصبح أفضل أولاد أبيه براً به حتى بعد وفاته، ووالله إنك لتحتاج إلى ابنك – أسأل الله أن يثبتني وإياكم – تحتاج له بعد وفاتك أكثر من حاجتك في الحياة، في الحياة تمشي أمورك بنفسك أو أولادك أو جيرانك أو أي جهة لكن في قبرك.. "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: عمل صالح (يعني وقف…) أوعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" قال: ولد صالح ولم يقل: ولد يدعو له لأن غير الصالح لا يدعو، وإذا دعا لا يستجاب له – والعياذ بالله – إلا أن يشاء الله، فقال: ولد صالح لأن الولد الصالح هو الذي يدعو وهو الذي يستجاب له فما يدريك، أكثروا من الدعاء لأبنائكم.
تاسعاً: الاستغفار:
أقول لكم بهذه المناسبة: إذا حزبكم أمر فافعلوا كما يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، والله جل وعلا يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153) ويقول: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة:45) فقرنها بالصبر فإذا حزبك أمر، ضاق عليك أمر، أعظم ما يصيب الواحد منا من ابنه أو من أبيه أو من الزوجة أو الزوج فليفزع إلى الصلاة، حدثتكم عن الاستغفار وأثره، جاءتني رسالة من إحدى الأخوات اليوم تقول: جربت الاستغفار تقول: أثره عظيم جداً في حل المشكلات، الاستغفار يا إخوان ذكره الله في القرآن في عشرات المواضع، ومن أعجب ما ورد في قصة هود عليه السلام: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) (هود: من الآية52) قال العلماء: إن الاستغفار ينفع في كل شيء حتى في هذه الآية أنه يزيد الجماع (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) قالوا: حتى في الجماع، فالاستغفار عجيب.. عجيب.. عجيب، ولذلك ما من نبي إلا ودعا قومه إلى الاستغفار، وذكرت لكم أكثر من مرة قصصاً عجيبة في موضوع الاستغفار وآخر رسالة جاءتني اليوم عن إحدى الأخوات تقول: نعم أنا أتعامل مع الاستغفار فوجدت له عجباً.. لكن الاستغفار من قلب، من صدق، الالتجاء إلى الله، ابكِ بين يدي الله، قم صل، ادع الله جل وعلا، استغفر، تُب، وستجد أثر ذلك في أولادك، ثم - أيها الإخوة – الصلاح، الصلاح، الصلاح، ويكفينا قوله تعالى: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) (الكهف: من الآية82) أثر الصلاح، قال بعض المفسرين (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) قالوا: جدهم السابع، وقيل: لا – وهو الأقرب – إنه والدهم، صلاح الأب يا إخوان يدرك الأبناء، أنا عاصرت رجلين – أحدهما موجود وأحدهما توفي – وكلهم من عائلة واحدة، واحد له ثمانية أبناء كلهم خريجوا كلية الشريعة وكلهم من طلاب العلم وهم من المشايخ، والثاني توفي، أولاده سبعة كلهم من كبار المشايخ منهم الآن من هو من مشاهير المشايخ، والبقية في الطريق، وكلهم في طريقهم لأخذ رسالة الدكتوراه في الشريعة أو في السنة أو في غيره، كل أولاده لماذا؟ لما أعرفه من صلاح هؤلاء، وكان أبوهما صالحاً، صلاح الأب، صلاح الأم يدرك الأولاد فإذا أردتم – وكلنا نريد تربية أبنائنا – فلنبدأ بأنفسنا فهو عاصم بإذن الله في هذا الأمر.
عاشراً: الاستشارة:
مما أشير إليه إشارة سريعة نقطتين فقط:
1- هل جربتم كتابة الرسائل لأبنائكم وبناتكم؟ كل واحد أيها الآباء عنده ابنه هل جربت كتابة رسالة لابنك هادئة، تكتبها بدون انفعال، تخاطبه بأسلوب مناسب، جربوا هذا وسترون.
هل جربت الأم الكتابة لأبنائها ولبناتها؟ هل جرب الرجل الكتابة لزوجته؟ هل جربت الزوجة الكتابة لزوجها؟ أسلوب رائع جداً إذا وفق الإنسان لأسلوب الكتابة.
2- النقطة الثانية قضية الاستشارة وعدم الاستعجال، لا تستعجل يا أخي باتخاذ عقاب على ابنك مهما كان حتى مهما أخطأ، أنصح بالاستشارة والاستخارة، تشاور مع زوجتك مع أولادك، مع بعض زملائك، مع بعض المجربين، يقول أحد الإخوة: إن ابنه ارتكب خطأً كبيراً جداً يقول: فعزمت وأصدرت قراراً بطرده من البيت لكن يقول: لأني ألزمت نفسي بالاستشارة لم أنفذ القرار فذهبت أستشير أشخاصاً أثق فيهم ولهم تجربة، يقول: فنصحوني ألا أفعل، يقول: مر على هذا سنوات معدودة كما حدثني، في ذلك الوقت كان الابن عاطلاً عن العمل وكانت له مشكلات، يقول: الابن الآن ما شاء الله مستقيم، يصلي الليل وفي عمل من أفضل الأعمال، يقول: دائماً أتذكر كيف لو أمضيت قراري وطردت ابني، هل سيكون وضعه أحسن، فيا إخوتي الكرام استشيروا، اصبروا، ألجموا أنفسكم، ألجموا غضبكم، استشيروا، استشر زوجتك، استشر إخوانك، استشر إخوانه إذا كانوا كباراً، استشر بعض الأقارب، استشر بعض أصدقائه، بعض أصدقائه قد يحل المشكلة أكثر مما تحل أنت، دخل بعض أصدقائه في الموضوع.
الحادي عشر: العناية بالابن الأول:
وبالمناسبة وهي النقطة الأخيرة في هذا الموضوع "اعتنوا بالابن الأول عناية خاصة" ما أقول اعتنوا به فضلوه على إخوانه، لا.. لا أقول أحبوه ما لا تحبون إخوانه، لا، لكن أقول: اعتنوا بتربيته، إذا صلح الابن الأول يحمل عن أبيه هم لا يعلمه إلا الله، يحمل البيت عن أبيه، ويرى هذا عاجلاً غير آجل فأعطوا الابن الأول – خاصة أنه الأول ما فيه أحد ينافسه – ولا تزالون في بداية الطريق، الحمل خفيف، فلتعنى الأم والأب بالأول – لا أقول بالدلال – لأن مما يفسد الأولاد بالمناسبة الدلال الزائد، كثير من الآباء يفسد ابنه بالدلال وأخص الأمهات تفسد ابنها بالدلال، لا، التربية غير الدلال، إشعاره بأنه رجل بأنه الأول، يا ابني أكثر ما ينطق اسمك أكثر مما ينطق اسمي أنا، أكثرنا الآن ينطق اسم ابنه أكثر مما ينطق اسمه هو!! كيف؟ اسمك: إبراهيم واسم ابنك: عبد الله، أكثر ما يقول الناس لك: يا أبا عبد الله، إذن ابنك هو الذي ينطق ما هو أنت؟! قليل من الناس يقول: يا إبراهيم، قليل من الناس يقول: يا علي، (يا أبا فلان) إذن قل: يا ابني أنت ينطق اسمك أكثر مما ينطق اسمي فإذن أنا وإياك شيء واحد، إياك أن تقع به،رَبِّه هذه التربية بهدوء، دعه يخرج رجلاً من صغره، قدمه في المجالس، أشعره بالمسؤولية، حمله المسؤولية، عودوا أولادكم على تحمل المسؤولية، وزع المسؤوليات عليهم في البيت كل حدود طاقته، لا تجعل الأبناء يتكلون عليك دائماً كأنك خادم في البيت، أو الأم خادمة، هل أنتم الآن توزعون المسؤوليات في بيوتكم، هل كل واحد من أبنائكم يعرف مسؤوليته في البيت، الابن الكبير له مسؤولية والثاني له مسؤولية والثالث له مسؤولية، والبنت لها مسؤولية، نحن اعتمدنا على السائقين والخدم، أصبح مع كل أسف الآن عناية الخادم، السائق والخدم في البيت أكثر من عناية الأم والأب والأبناء يقومون من الطعام ما يرفعون الإناء، بل لا يرفع كأس الزجاج قد يضربه أحد الأولاد ويخبطه، نحن أفسدنا تربية أبنائنا، أحياناً في أسلوبنا في التربية، حملوهم المسؤولية وأول من تحمل المسؤولية الأول واجعل له قيمة أمام إخوانه، احترام وتقدير، وقل لهم: الكبير لا أقصد الأول فقط – قل: لو واحد بينه والآخر فرق سنة أو تسعة أشهر فله حق ما للآخر، قل: لا أسمح لأي واحد يتعدى على أي واحد من إخوانه الكبار ولا أسمح للكبار أن يتعدوا على الصغار (بل يرحمونهم) اعمل هذه التربية وركّز على الأول فستجد عجباً، ستجد أثراً عظيماً.
أيها الأحبة طال بنا الوقت وحديثنا ذو شجون والحديث معكم في هذا الموضوع له آثار وأبعاد، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح أبناءنا وأبناءكم وكما قلت إن شاء الله بعد الغد سأخصص حديثاً عن موضوع البنات وتربية البنات أسأل الله أن يبارك فيكم وفي أولادكم وأن يقر أعينكم بهم، وبالمناسبة تريد صلاح أبنائك؟ نعم! أكثر من الدعاء بصلاح أبناء الآخرين، إذا أكثرت من الدعاء بصلاح أبناء الآخرين فيه مَلَك على رأسك يقول: ولك بمثله، يكون سبباً لصلاح أولادك، فأنت تكسب أجرين صلاح أولاد الآخرين وصلاح أولادك، لأن دعوتك لأولاد الآخرين أحياناً أكثر إخلاصاً من دعوتك لأبنائك، فادع لأبناء الآخرين إخوانكم أبنائكم، جيرانكم، زملائكم، إذا دعوت لأبنائك حتى لعل الله أن يتقبل دعوتك، ادع لآخرين وخاصة من تعرف أن أبناءه عاقين، أو من تعرف أنه يعاني من أبنائه فألح على الله أن يستجيب له، يا أخي دعوة واحدة تسعد بها في الدنيا والآخرة.
الثاني عشر: تربية البنات:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد أيها الإخوة السلام عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة أتحدث في حلقة من حلقات التربية عن موضوع تربية البنات وسيكون لقاء الغد بإذن الله ذا شقين، شقاً يتعلق بإكمال هذا الموضوع وختامه، وشقاً ثانياً يتعلق بختام رمضان أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.
موضوع أيها الإخوة تربية البنات موضوع شائق وشائك وطويل وله تفصيلات ولكن سأحاول على حسب المنهج الذي سلكته معكم في الليالي الماضية أن أركز على النقاط الرئيسة وأدع التفصيلات لمجال آخر لا يتسع لها المقام الآن، ومن أسباب تخصيصي لهذا الحديث أيها الإخوة أنني لاحظت أن الآباء يكثر تساؤلهم عن تربية أبنائهم الذكور وقل أن يسألوا عن تربية البنات ووجدت أيضاً أن كثيراً من الآباء يسند كثير من الآباء تربية البنات للأم مطلقاً وهذا في الحقيقة فيه تقصير لا شك أن الأم مسئولة مسئولية كبرى عن الأبناء والبنات وعن البنات بصفة أخص لكن الأب أيضاً مسئول حتى إن بعض الآباء في بعض البيوت لا علاقة له بالبنت إلا من ناحية الأكل والشرب والدراسة وإذا كان لها قضية أو معاملة أما قضايا التربية والتعليم وتفقد حالها وشؤونها نجد فيه تقصير كبير جداً في هذا المجال، لذلك حاولت أن أخصص هذه الحلقة لهذا الجانب أضع النقاط على بعض الحروف وسأحاول وأجتهد وأسأل الله التوفيق وأكون صريحاً معكم في هذه النقاط كما هو المنهج في الماضي. المدخل لهذه القضية أيها الإخوة أن البنت إذا صلحت فلا شك أن أمرها عظيم.
الأم مدرسة إذا أعددتها******أعددت شعباً طيب الأعراق
فالبنت إذا أصلحناها وبذلنا الجهد في إصلاحها فإنك تصلح جيلاً، أذكر دولة عربية حكمت بحزب البعث فقتل الدعاة إلى الله جل وعلا وسجنوا وأوذوا، كانت الدعوة في تلك البلاد وقد زرتها قبل نكبتها كانت مزدهرة بالدعوة إلى الله في صفوف الرجال والنساء وفي المساجد عندما ضربت الدعوة دخل الرجال في السجون وبعضهم إلى الآن له قرابة عشرين سنة أو أكثر من عشرين سنة لا يعلم إلى الآن هل هو حي أم ميت، وشرد أهلها وخرج كثير من رجالها، سبحان الله جاءت النهضة والدعوة والإصلاح عن طريق النساء حتى إنني أعرف أن أحد كبار رجال البعث ابنته من أكبر الداعيات والمصلحات فصلاح المرء له أثر عظيم بل هنا في منطقتنا وإن كان والحمد لله الصلاح يعم الجميع لكن أعرف بيوتاً وخاصة من كبار البيوت كان سبب الصلاح عن طريق البنات وعن طريق الزوجات فمن هنا كانت أهمية العناية بهذا الجانب وإصلاح البنات وفي المقابل أيضاً في صفحة أخرى من باب الصراحة يجب أن أكشفها لكم أقوم بزيارة الهيئات بين فترة وأخرى وأذهل عندما أرى وأسمع بعض القصص التي يندى لها الجبين وجاءني عدد من الآباء أيها الأحبة أقول لكم في هذه الليلة المباركة يجلسون معي وتجده رجلاً صالحاً خيراً يبكي والله يا إخوان يبكي لأنه فوجئ بأحوال داخل بيته أو ابنته لم يعلم بها وفي الهيئات يقولون يأتي الأب ونتصل به ونشرح له قضية ابنته فيقول غير صحيح أنا لا أصدق أبداً ثم نقول ما تصدق انتظر فنجعله يستمع لابنته من وراء حجاب فيذهل لما يسمع. ما السر في ذلك؟ هم صالحون طيبون أخيار، غفلة وحقيقة ثقة في غير موضعها. إذن هناك جانبان مهمان جعلاني أتحدث عن هذا الموضوع خاصة هذه الأيام كثر البلاء وبسبب روافد لا تخفى عليكم سيأتي الحديث عنها بإذن الله حتى إنه معروف أن الشباب هداهم الله هم الذين يتابعون البنات الآن مع كل أسف ظاهرة ليست حالات فردية، البنات يتابعن الأولاد! ويتصلن بالأولاد ويكتبن رسائل للأولاد فمن هنا يجب أن نقف وقفة يسيرة تناسب المقام إذ لا أستطيع أن أفي المقام حقه بهذه الدقائق نتناقش ويصلح بعضنا بعضاً أيها الإخوة ونتعاون من أجل تربية أبنائنا وبناتنا وبخاصة في الماضي كانت البنت في البيت أحياناً من أن تولد حتى تتزوج وهي تحت رعاية أمها وأبيها حتى لو ذهبوا للزيارة تكون الأم معها، اليوم عند المدرسة، الجامعة، كم تخرج اليوم البنت في السنة من مرة؟ الله تعالى يقول لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات المحصنات العفيفات: (وقرن في بيوتكن) وهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).
حملة السكينة
مواضيع مماثلة
» نصائح تربوية للوالدين (3/3)
» نصائح تربوية للوالدين(1/3)
» الحوار.. ضرورة تربوية
» الحوار.. ضرورة تربوية
» نصائح تربوية للوالدين(1/3)
» الحوار.. ضرورة تربوية
» الحوار.. ضرورة تربوية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى